إطلاق كتاب ما تبقى من أنوثتها للكاتبة هبة سالم على منصة كتبنا للنشر
متابعة ولاء مصطفى
أطلق على منصة كتبنا للنشر كتاب ما تبقى من أنوثتها للكاتبة هبة سالم.
وتقول الكاتبة يصيح كصياح الديكة، وليس ديكًا، يطير ولا يُرى في السماء، يخرج كالدخان من جوف الأرض، كولي من أولياء الله الصالحين، هذا مي صفوته به أهل بلدتها.
ليس فانتازيًا أو خرافة وضعتها أخيلة البشر، هو "حظريوس" كما يسمونه. يظهر في أول الشهر العربي مرة واحدة في العام.
لا نعلم في أي شهر يظهر، ولكن ما نعلمه جيدًا هو أنها صادفته في يوم ليس كالأيام، كانت صافية بما يكفي عندما غسلت ما بها بدموع غزيرة، وهي وحيدة بين أدراج الزمن.
عرفها بسره، فحفظته، فكان لها من سبعة حظوظ، بعد استنفاذها تصبح طليقة من أي وعد، وكذلك هو، شريطة ألا يأتي أول الشهر العربي الذي صادفته فيه.
جزء صغير جدًا من إحدى قصص المجموعة حملت عنوان "الأديبة وحظريوس"، يمكن أن يكون بذرة لرواية طويلة جدًا، لما حملت مقدمتها من تشويق وإثارة، ولك أن تتخيل إنها مجرد قصة عابرة وسط مجموعة من اثنين وعشرين قصة، تختلف في أحداثها وشخوصها وزمانها، وتتشابه في كلها في براعة السرد.
ما بين الخيال والواقع، والماضي والحاضر، تنتقل هبة محمد سالم من قصة لأخرى بسلاسة تصل إلى مرتبة الإبداع.
دعنا نختار قصة جديدة من المجموعة تظهر مدى براعة الكاتبة وحسن خيالها، وهي القصة التي اختارت عنوانها ليزين غلاف المجموعة "ما تبقى من أنوثتها".
يناقشها فيما يحب ويكره؛ تحدث نفسها: سأفعل ما في جهدي حتى أحب كل ما يحبه.. سأسهر لراحته.. سأعيد ترتيب أولوياتي.. ماذا يحدث لي؟ فرحتي به تقلب تفكيري رأسًا على عقب.
يؤرقها قليلًا عدم اهتمامه بأولوياتها.. فسألته ما الأشياء التي تريدها في عروسك؟ فيجيب ضاحكًا: كل ما يميزك هو ما أتمناه في زوجتي المستقبلية.
يحدد ميعاد الخطوبة مع والدها. تبدأ تجهيزات الخطوبة، فتشتري عروستنا فستانًا جديدًا مطرز بالقطع المذهبة، وتسأل والدتها: هل سيعجبه يا أمي؟ تؤمئ الأم برأسها موافقة.
تعود العروس إلى البيت حاملة حلم حياتها في كيس بلاستيكي، حلم كل فتاه في سنها، فستان جميل، حفلة تكون هي ملكتها المتوجة.
تتصل بصديقاتها لتدعوهن لحضور حفل الخطوبة، يباركن لها واحدة تلو الأخرى، خطيبها يرن على الانتظار، يحمل خبرًا لم يكن أبدًا على بالها.
يقول لها: أنا أعرف أن كل شيء قد اكتمل، وأنك أفضل امرأة رأتها عيناي، ولكن والدتي أجبرتني على الارتباط بك. حاولت مرارًا أن أشعر تجاهك بمشاعر خاطب إلى خطيبته، لكني لم أستطع، أخبرتك الآن قبل أن يفوت الآوان.
تلملم ما تبقى من أنوثتها لتقول له: لا داعي للتبريرات الواهية، أليست عندك الشجاعة لتقول: لن آتي! دعني أقول لك بشجاعة الأنثى لا أريدك أن تأتي، ولا أريدك في حياتي.
يحاول تهدأتها قائلًا: أنا أقدر مشاعرك. فأرجوك لا تشعريني بالذنب.
ترد قائلة: لا عليك.. إن كنت ظلمتك فسامحني، وإذا كنت ظلمتني فقد تعودت على ذلك.
هناك حس من الرومانسية يحمله قلم الكاتبة، وقدرة هائلة على تكوين السيناريوهات التى تعتمد على المشاهد المشوقة، والنهايات غير المتوقعة، والعناوين المختارة بعناية
تعليقات
إرسال تعليق