بطلوع الروح -انتصر الفن : بقلم : محمد دنيا
سآبدء بالنهاية والنهاية دائما تقول .. النصر للفن .. نعم انتصر الفن على كل أرباب القتل والتوحش والعبث
بآقدار الشعوب وسلامة العيش ..
مسلسل بطلوع الروح " منذ أن تم الإعلان عنه بدء سيل من الإنتقادات وسيل آخر من شد الأذر والإشادة به ، حيث من انتقد كان حجته كيف لإلهام شاهين أن ترتدى رابطة رآس مدون عليها لا اله إلا الله محمد رسول الله فمن هنا تم إلصاق تهمة الإساءة للدين بمجرد ظهور النجمة الهام شاهين بهذا الشكل وكآن من المحرمات لها ان ترتدي آيات التوحيد فما هذا إلا حجة باهظة من أعداء الفن والحياة بصفة عامة ،فما كان لهم إلا أن يذهب مكرهم هذا هباء منثور وإذ بهم يساهمون بدون قصد فى حالة الرواج والإعلان عن المسلسل ..
وانا اتعجب لماذا الهام شاهين هل لآنها فنانة لديها موقف وليست فنانة عابرة ربما لهذا السبب ..
-عندما نرى بطلوع الروح من زاوية خاصة او زاوية أكثر عنصرية نرااه انتصار عظيم للفنانات المصريات
كاملة ابو زكرى - منة شلبي -إلهام شاهين
هؤلاء انتصرن للفن المصرى كما انتصر المقاتلات النساء ضدد داعش فى سوريا والعراق وكآنهن كانوا معهم فى مقدمة الصفوف وفى العموم هذا هو قدر النساء تخرج من آرحامهم الحياة وبالتالى لو أصاب الحياة مكروه تراهم هم السد المنيع للدفاع عنها ..
-مسلسل بطلوع الروح هو فى الحقيقة يواجه مغتصبي الحق فى الحرية والإنطلاق ويقدم معالجة اكثر انسانية لمواجهة هذه الكتلة الداعشية فهذه المعالجة تعد أول معالجة انسانية لهذا الموضوع بدون التطرق الى البراهين الدينية التى ادت الى هذا التكتل اللعين بل كان الطرح الانسانى هو المتحكم فمثلا نجد حب منة شلبي لإبنها هو الذى دفعها لكى تعبر الحدود وآيضا شوق زوجها لعيش المغامرة التى قد تكون مغامرة واهية لكنه أحبها وحب عمر الدسوقى للإنتقام من من كسرت قلبه وتهاونت بحبه وأم جهاد التى عشقت السادية ورؤية الآخرين يتآلمون بسببها نهارا وفى الليل تتحول الى قطعة من اللحم ينضج كلما مارس الجنس ..
فهنا كانت المعالجة ذات العمق الانساني افضل بكثير وهى الاصوب بعيد عن التطرق للفتاوى الدينية الكاذبة بشكل مباشر بل كان المحرك الأول لمسلسل بطلوع الروح هو الميل الانساني والطمع أو الجشع البشري فدعوني اقول ان هذه المعالجة او هذا التقديم هو الأفضل لآن الانسانية هى الأساس ولو وجد الإنسان انسانيته ما كان له ان يضل الطريق الذى قد يؤدي به الى تلال الفتاوى التى قد تجعله داعشي المنى والتمني ..
كاملة ابو زكري المخرجه المتآلقة المصريه التي راوغت داعش في عقر دارهم المزعومة بدولة الخلافه فانهت مشروعهم الفوضوي ..كامله ابو زكري مخرجه استثنائيه قررت واحبت وتعمقت فانتصرت .. قررت ان تصنع كادر وكأنها ممسكة بريشة فصنعته نعم هناك كادرات وكأنها صنعت بريشة فانجوخ فإذا نحن أمام مخرجه عبقرية تحب عملها لذا هى انتصرت ... اما بالنسبة لحركة الكاميرا وسط هذه المدينة الباهتة المحتلة من أرباب السوء كانت الكاميرا تتحرك وكأنها سحابة سلسة تعبر السماء بهدوء ولا يشعر بها احد فهنا نجد الاحترافية ونجد أيضا أننا أمام مخرجة عملاقة تجيد عملها... أيضا هناك مايسمي القطع بين المشهد والآخر لا تشعر به وكأن المسلسل مشهد واحد فهذا أمر حميد ومريح للمشاهد ... كاملة زكري من الواضح منذ بداية مشوارها الفني أنها منحازة الي النساء وهى مناصرة لقضاياها فببراعة منها حولت قضية داعش وكأنها تطالب بحرية المرآة وسلامة شعورها ... أيضا من أوصل زكري لهذة الحالة هو تعمقها في داخل نفسية الشخصية لكى تستشعر بآلامها وطموحاتها وهذا ما كان ظاهرا عندما تقترب الكامير من عين الشخصية لكي تريد لنا ان نرى الشخصية من الداخل نعم فعلت هذا ربما نجد أكثر من تلاثون لقطة قريبة جدا على أعين الشخصيات لكى تستشعر ما بداخلهم ونجحت أيضا فى هذا...
أيضا من التحديات التى كانت تواجه كاملة زكري هو أن لا يتحول مسلسل بطلوع الروح إلي مسلسل توثيقي يوثق رحلة البطلة روح داخل الرقة ، فكانت مابين نار التوثيق وجنة العمل ذات البناء الدرامي، والحقيقة فى بعض الأحيان كان من الممكن أن يتحول هذا العمل الى عمل وثائقي لكنها تفادت هذا وخرج لنا العمل عمل درامى في حبكتة وفى سرده ...
أيضا المعارك كان هناك احترافية رائعة فى اخراج هذه المعارك وطرحها للمشاهد بهذه الصورة البراقة والآكثر واقعية ...فهنا انتصرت المقاتلة كاملة زكري ..
أما روح منة شلبي المتآلقة ذات الاعين الواسعة المكتظة بالمشاعر والإحساس الجم، منة فى هذا المسلسل حدث لديها حالة عارمة من النضوج منة احبت وتآلمت وذاقت سقوط الحبيب زوجها فى قبضة أعداء الحياة فهنا كانت مابين فقدان ابنها وآلام الآمومة وآيصا آلام فقدان الحبيب وهو بين يدها نعم منة رآيت زوجها وكأنه مقتولا مع أنه حى أمامها لكنها تماسكت لكي تنآى بإبنها بعيد عن هذا الجحيم كل هذه التقلبات والأحاسيس الدفينة المرهقة فعلتها منة ظلت منة متماسكة فى آدائها وتتفاعل مع الآحداث اما صعود او هبوط وعندما انهارت الرقة وتحت قصف الطائرات ظلت متمسكة بروحها وقررت ان لاتستسلم وبالفعل كان لها الحياة وانتصرت روح ....
الهام شاهين هذه الفنانة التى عرفها الجمهور فى فيلم الهلفوت وتوالت النجاحات وتمكن منها الفن إلى ان قررت ان تعيش لآجل الفن بعدما تمكن الفن من كل حواسها تجردت الهام من كل الآعراف ونظرات الحمقى وألسنة الآغبياء وقررت ان تقدم فن كما يجب ان يكون وبالفعل قدمت جهد وفير وقدمت الآموال لكي تقدم فن ليس الا ،الهام احساسها الصادق بالفن جعلها تدور فى فلك مجتمعها وليست بمعزل عنه وعندما سقط مجتمعها فى قبضة أرباب الفكر الضال المعادى للفن وللإنسانية إذ فجآة تحولت من الهام طاغية الانوثة الى الهام الأكثر خشونه وجهرت بصوتها فى وجه هؤلاء الفئة الضالة لم تخاف ولم يصيبها الفزع ، وبالفعل انتصر وطنها وانتصرت هى مع وطنها ....
وعندما جاء تقديم دور ام جهاد الذى قدمته الفنانه الهام شاهين، هذه الشخصية المعقدة دراميا واعتقد هذا الدور فريد من نوعه حيث انها جسدت قائدة للواء كتيبة داعشية تعمل على إنفاذ سلطة غاشمة على كل من يريد ان ينال حريته ...
السؤال هنا كيف استطاعت الفنانة الهام شاهين ان تقدم هذه الشخصية الآكثر توحش وكيف تمكنت منها شخصية ام جهاد لما لها من تفرد نفسي وجسدي وكيف تمكنت من خيوط هذه الشخصية حديثة الظهور ... بالفعل تمكنت الفنانه الهام من ام جهاد ونالت منها و أيضا نالت من كل الحناجر التى وصفوها انها تسيء للدين بل قررت وفعلت وانتصرت هى أيضا
.... إذا وهو المطلوب .. علينا كلنا ان نفتخر بهذا العمل فهو انتصار بكل المقاييس انتصار للفن على الطغاة وانتصار الثلاثي -كاملة -منة -الهام- الفنانات المصريات
فتحية لهم وتحية لكل من شارك في هذا العمل ..
تعليقات
إرسال تعليق